بسم الله الرحمن الرحيم
قصة من الواقع العراقي والحقيقة إنها قصة عائلة من العوائل العراقية التي عانت وهذه العائلة تمثلت بها كل المعاناة التي عاناها الشعب العراقي وإني اقسم بالله العظيم بأنها قصة حقيقية
هذه قصة زينب وبدأت قصتها منذ نعومة أظافرها . فهي من عائلة معروفة من أهل العزة والشرف والأخلاق الحميدة وهم من الشيوخ المعروفين على مستوى المحافظة وقد من الله عليهم إذ جعلهم من أهل الأموال والعلم فكان الناس يتمنون ببان يكونوا مثلهم فهم عائلة من (12) نفراً (6) ذكور و (4) بنات والأب وألام الأولاد هم مصعب وعثمان وعلي وحسن وعمر وطلحة أما البنات صابرين هدى زينب نسرين الأسماء كلها مستعارة فقط اسم زينب فهو حقيقي.
بدأت قصة زينب بيتمها منذ كان عمرها (
سنوات في سنة ثلاث وتسعون لقد كان أبوها من أخير الآباء فقد كان مديرا لأحد المدارس وكان أولاده من اشطر الطلاب في المدرسة وكان يرعاهم أحسن رعاية فقد بنا لهم منزلا كبيرا وجميلاً لهم وهو من أجمل البيوت ليظم هذه العائلة الكبيرة .
أما حادث يتم زينب فقد قتل والد زينب في حادث زينب لأحد قريبات زينب الذي كان محفوفا بالمشاكل وفي سنة (1993) حدث حادث رهيب في أثناء الزفاف وأدى إطلاق النار بان تأتي رصاصة مجهولة عن طريق الخطاء فقتل من ساعته وكان المقصود العريس أو العروس ولطالما كان أب زينب طرف خير في هذا الزفاف.
وهكذا تيتمت الطفلة وحرمت من حنان الأب فقد كان نعم الأب ونعم المربي ولقد عانى الأولاد أكثر من البنات وبعضهم ترك الدراسة من اجل إعانة الأسرة أما زينب فاستمرت بدراستها الابتدائية والمتوسطة وفي هذه السنين (1995) تزوج عثمان ورزق بطفلين جميلين وأما من البنات
فتزوجت صابرين سنة (2002) ولديها طفلين وتزوجت هدى في (2003) قبل الاحتلال بفترة قصيرة جداً. لقد كانت حياة هادئة وسعيدة للأسرة .
ففي سنة 2003 الشهر الثالث وكما يعرف الجميع بدأت الحرب على العراق وطبعا سيكون القصف على العاصمة على وجه التحديد وسيكون الوضع مرعبا في العاصمة وأقارب زينب في العاصمة انتقلوا إلى بيت أهل زينب الذي يقع في غير محافظ من خوف القصف الجوي الشديد وخوفا على عوائلهم . أما أهل زينب فاستقبلوا أقاربهم برحابة صدر كما هو حال العراقيين فلغ أفراد الذين أتوا إلى بيت أهل زينب فهم (60) شخصاً من الأقرباء الذين كانوا متواجدين في بغداد. فتخيلوا حجم المعاناة التي ستعانيها عائلة زينب من مصروف ومكان وفراش وغذاء . ولكنهم تجاوزا المحنة لان الله سبحانه وتعالى من عليهم فهم أغنياء . وبعدها سقطت بغداد الحبيبة بيد المحتل وهكذا انتهت الحرب ورجع أقرباء زينب كلٌ إلى بيته . وقد تأثرت العوائل العراقية بسقوط بغداد تأثراً كبيراً جداً
ولكن قبل سقوط بغداد بشهرين تزوجت أخت زينب هدى ورزقت هدى بطفلة غاية في الروعة والجمال أما صابرين فهي متزوجة قبل سقوط بغداد بسنة ولديها طفلين .أما الوضع فهو لايزال مضربا امنيا ولا يزال الاحتلال جديداً والكل يترقب
أول المصائب التي ستحدث لأهل زينب هو اختطاف زوج هدى من جهة مجهولة ولا يزال مجهول المصير لحد الآن أما زوجته فلا تزال متعلقة به ولا تعرفه اهو حي ام ميت لترتاح ومضى على حاله سنتين أما طفلته فحرمت منه وهي عمرها ثلاث أشهر. أما زوج صابرين فحدث له حادث في نفس السنة إذ دخلت عصابة مجهولة على بيتهم الآمن واخذوا الرجال من داخل المنزل وتركوا النساء داخل المنزل فقد كانوا ثلاث اخوة فقط احدهم زوج صابرين والآخر متزوج ولديه خمسة أطفال والآخر فقد كان متخرج من الإعدادية حديثا وهو غير متزوج وهكذا قادوهم إلى الحديقة وقتلوا الإخوة الثلاثة قتلة واحدة ثم تركتهم العصابة وتوجه خارج المنزل مسرعين وعندها هدأ الجو فخرجت نسائهم مسرعات مع الوالدة فوجدنهم مقتولين وغارقين بدمائهم فتخيلوا الموقف الرهيب وفي منتصف الليل أما صابرين فنظرت إلى زوجها المقتول واتجهت إليه مسرعة واحتضنته بدمائه الطاهرة وهي تكلمه وهو لا يرد عليها وأطفاله يصرخون عليه بابا بابا وهو لا يرد وهي محاطة بجثتين هم إخوة زوجها وهي حامل في الشهر التاسع وعلى وشك الولادة فتخيلوا حجم الموقف الرهيب وبعد اسبوع واحد وضعت صابرين طفله-ا الذي لم يرى أبيه ولا مرة واحدة هذه قصة اخت زينب إنها قصة حزينة لامرأة صبورة جدا وهي من صاحبات العقل والحكمة والدين والورع . وبعد شهرين من هذه الحادثة تزوج اخ زينب وهو علي تزوج بنت عمه وبعد زواج علي تزوجت زينب وكانت تبلغ من العمر واحد وعشرون سنة وقد تركت الكلية بسبب الظروف الامنية السيئة ولقد طولت فترة الخطوبة اكثر من إسبوعين أما زوج زينب فهو دكتور جامعي وهو من أهل الأخلاق الحميدة والعزة والشرف وتزوجت زينب وعاشت مع أهل زوجها وهم 6 ذكور مع زوجها وثلاث بنات والأب والأم وزوجات إخوته الثلاثة فهم عائلة تشبه عائلة أهل زينب من حيث التعداد وبعد إسبوعين وأكثر بقليل من زواج زينب تلقت خبرا بان أخيها تعرض للتهديد وهو أخيها عثمان حيث كان يعمل مديرا عالي الرتبة وعمله على مستوى المحافظة واله طفلان حيث دخلت عصابة إجرامية على بيته وهو غير موجود ولا يوجد في المنزل سوى زوجته وطفليه الصغيران وهددوهم بالسلاح وقالوا لهم إذا لم تخرجوا من المحافظة سنقتلكم وعند عودة عثمان للمنزل أخبرته زوجته القصة فأسرعوا وخرجوا من المنزل ولا يحملون معهم سوى الملابس الخفيفة وانتقلوا الى بغداد فترة قصيرة ثم الى خارج بغداد ثم عادت العائلة بعد فترة دون عثمان ووضعت زوجته وليدها الجديد بعيدا عن أبيه وهو الآن يبلغ من العمر اقل من سنة وسيلحقون بعثمان تاركين العراق ولن يعودوا اليه ابداً.
ولكن بعد تهديد عثمان بأكثر من إسبوعين فقط اختطف اثنين من إخوة زينب وهم مصعب وطلحة من جهة مجهولة وقد عانوا التعذيب القاسي والاهانة ومن يراهم يبهت لشدة التعذيب ويشيب شعره . وقد طلبت العصابة مبلغ هائل وكبير مع سيارة وقد حار أهل زينب ماذا يفعلوا فقد باعوا الكثير وباتوا من الفقراء وهكذا دبروا المبلغ وعاد إخوة زينب إلى أهلهم بحفظ من الله وقد صبرت زينب على هذه المصائب كلها وبعد إسبوعين من زواجها تلقت زينب خبر تهديد أخيها عثمان فقد كان عثمان مديرا كبيرا في إحدى المحافظات وعمله على مستوى المحافظة وهو من الأشخاص المعروفين والطيبين ولكن أهل السوء لم يتركوه إذ دخلت عصابة إجرامية إلى منزل عثمان وهو غير موجود ولا يوجد سوى زوجته وطفليه والعصابة مسلحة وهددوهم بالقتل إذا لم يتركوا المنزل والمحافظة وعند عودة عثمان للمنزل أخبرته زوجته القصة وهكذا فروا بأنفسهم من خوف القتل على الهوية وانتقلوا إلى بغداد فترة قصيرة ومن ثم إلى الخارج خارج العراق تركوا الأهل والأقرباء دون عودة ابداً وهذا حال المهجريين العراقيين .
وبعد تهديد عثمان بثلاث أسابيع وعثمان في الخارج الآن
اختطف إخوة زينب وهم مصعب وطلحة من قبل عصابة مجهولة أيضا وفي هذه الأثناء لم تدري زينب بأنها حامل منذ إسبوعين على الأقل وأوقات الأحداث متقاربة جدا
اختطف مصعب وطلحة ولمدة عشرة ايام عانوا من التعذيب المر والبشع ملا يستوعبه العقل البشري ويشيب الشعر له وبعد هذا كله طلبوا فدة مبلغ هائل وسيارة بسببه أصبح أهل زينب من الفقراء .. والحمد لله خرجوا بمنة من الله وحفظ . وهذه المصيبة أيضا عبرتها زينب بصبر وحكمة ولم تبين لزوجها كل من حزنها على إخوتها وأهلها واعتنت به أحسن اعتناء وهي لا تزال عروسا ولم يمض على زواجها اقل من شهر وهي تقول حسبي الله ونعم الوكيل .... وشاءت الأقدار مرة ثانية وهذه المرة على أخيها عمر الذي يكبر زينب بسنتين حيث استشهد عمر مع ابن عمه في نفس الخمس دقائق وابن عم عمر الذي استشهد معه فقد هو الآخر أخيه منذ ستة أشهر وهم من أبناء مواليد الثمانينات وهم من أخير الشباب ... وكان عمر هو سبب زواج زينب
سمع أهل زينب الخبر وهو استشهاد ابن عمهم ولا يعلمون بان ابنهم هو الآخر استشهد وهبوا مسرعين إلى بيت عمهم وهناك وقعت الطامة وعرفوا إن ابنهم استشهد وكانوا يحظرون لزواجه .
وبعدها بأشهر اختطف أخ زينب حسن من جهة مجهولة ولا احد يعرف اين حسن وهو على هذه الحال سنة وثلاث أشهر ولما سمعت زينب اختطاف حسن وقف عقلها وانهمرت دموعها وهي محملة بآلام ما لا تحمله امرأة أخرى
أما علي أخ زينب فتابع قضية أخيه المفقود ولا زال يبحث عن أخيه وهو يصرف من الأموال حتى باتوا من أفقر الناس من بعد ما كانوا أغناهم وشاءت الأقدار مرة أخرى إذ اعتقل علي في إحدى الاعتقالات العشوائية وذهب أمل العثور على حسن مع علي إلى السجن وعندها حزن الكل على حسن وعلي وزينب ماذا تتحمل بعد فلم يمض على زواجها سبعة أشهر وعلي ثمانية أشهر وهي لم تشف من جراح استشهاد عمر منذ خمسة أشهر وفقدان حسن منذ ثلاثة أشهر والآن علي ما هذه المصائب التي تتساقط على زينب كأنها أمطار من نار ولكن الله أعطى هذه الشابة صبراً وحكمة لا مثيل له ولم يبقى من عائلة زينب سوى طلحة الذي عمره سبعة عشر عاماً وصابرين الأرملة وهدى ونسرين وألام المصابة بكثير من الجروح أما مصعب وعثمان فهم في الخارج وعلي مسجون وحسن مفقود وعمر مستشهد هذه قصة عائلة مشتتة بسبب الاحتلال الأمريكي الغاصب ومن أتوا معهم من مجرمين وقتلة أكلوا ونهبوا وسلبوا العراق حتى بات العراقيين هم الضحية في المرتبة الأولى